خاص الكوثر - بلادي
يعتقد الباحثون أن القشقايين قد هاجروا على مر التاريخ من الأراضي المتاخمة لتركستان التي كانت في يوم ما جزءًا من إيران الكبرى. استوطنوا جنوب إيران، ولا تزال هناك قبائل في القفقاز وقسم من تركستان الصينية تدعى بالكشكائية. ولكن لا أحد يعلم على وجه الدقة إن كانت هناك علاقة بين الكشكائيين في تلك البلدان والقشقائيين في إيران أم لا.
من الباحثين من يقول إن أرضًا بإسم قشق، وقبيلة بإسم قشقة، ونهرا بإسم قشقة، لا تزال موجودة في تركستان القديمة أو أوزبكستان الحالية، وأن اللغة الأوزبكية قريبة جدًا من لغة القشقائين، ولكن لا أحد يعلم ما الذي حصل لتهجير القشقائين الواسعة عن بلادهم الأصيلة في تركستان.
إن اللغة التي ينطق بها القشقايون تركية، ولكنها تختلف عن التركية الأذربيجانية أو الإسطنبولية وتعد من اللهجات التركية المعروفة بأغوز.
إقرأ أيضاً:
القشقايون هم أناس أبطال هادئون ومبدعون في نفس الوقت، حيث تشهد على فنونهم وإبداعاتهم ألحانهم الغنائية وما ينسجون ويحيكون من مفروشات. حيث تعتبر الحرف اليدوية أساسية في حياتهم، كما تعتبر النساء متفوقة في هذا المجال من الفن على الرجال، حيث يمهرن في حياكة أنواع السجاد والبسط والأغطية والجيلال والخيام والحبال وما إلى ذلك من المنسوجات.
وتقوم النساء القشقائيات بتوفير ما يلزمهن من الخيطان من صوف الأغنام وشعر الماعز، ثم يقمن بصبغها باستخدام ألوان طبيعية بالكامل. وإن لم يكن التصميم من إبداع خيالهن المفعم، فقد يعتمدن حينئذ تصميما معدًّا من قبل.
المنسوجات القشقائية، سواء السجاد والبسط والأغطية، تعد من أفخر منتجات الحرف اليدوية في إيران، وتحتل مكانة لا تقل عن السجاد القاشاني، أو النائيني أو الردكاني أو التبريزي التي تعد من أجود أنواع الفرش الإيرانية اليدوية، ولكنها للأسف أهملت وفقدت مكانتها شيئًا فشيئًا بسبب عدم وجود الدعم الكافي لهذه الصنعة والمهارة العالقة.