الانتخابات الرئاسية الإيرانية... نموذج معياري للديمقراطية

الأربعاء 17 مايو 2017 - 13:37 بتوقيت مكة
الانتخابات الرئاسية الإيرانية... نموذج معياري للديمقراطية

نحو 55 مليون إيراني مدعوون للتصويت في 19 مايو/أيار لاختيار رئيس جديد للجمهورية الإسلامية. أربعة مترشحين يدخلون هذا السباق من ضمنهم الرئيس الحالي حسن روحاني.

رغم التحديات والعقوبات المفروضة عليها ورغم الحرب الناعمة التي یمارسها دول الإستكبار عليها وبعض الدول العربية مشاركة أيضاً في هذا الحصار، ورغم حداثة عهد ثورتها التاريخية وعلى مدى العقود الأربعة الماضية استطاعت إيران أن تثبت نفسها كنموذج مميز في الشرق الأوسط رغم التشكيكات والتضليلات الإعلامية التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام ، إلا أنّ ذلك كان عصياً عليها فالإنجازات الإيرانية قد فرضت نفسها ولفتت إنتباه المراقبين والمحليين في العالم كله.

وفي ظل هذا الحدث السياسي الكبير الذي تشهده ايران والعالم اليوم -الإنتخبات الرئاسية- نرى محاولات بعض الدول لتشويه صورة جريان هذا التنافس النزيه والشفاف لإنتقال السلطة ، ولكي نكون واقعيين أكثر فإن نظام الحكم والممارسة السياسية في ايران تحظى بإهمام كبير خاصة أن تجربتها الدمقراطية تعتبر إستثنائية مقارنة ما يحصل في دول الجوار من غياب –إن لم نقل كامل فشبه كامل – لعملية التداول الديمقراطي الحقيقي للسلطة ويفتقر معظمها للبرلمانات ناهيك عن الدساتير .

وهنا نقف على ملاحظات هامة ومفصلية في العمليات الإنتخابية المتعددة والمتكررة التي شهدتها وتشهدها إيران خلال العقود الفارطة :

أولا: إن التنافس في الإنتخابات التي تجري في كل المستويات وأهمها الرئاسيات لا ينحصر بين حزبين وهذا ما يشكل نقطة قوة لعملية الإنتقال الديمقراطي .

ثانياً: إن عدم تسجيل أي حضور للمال السياسي والذي يعكس نزاهة العملية الإنتخابية في كل الدورات ما يعني أن إيران متحررة من سلطة الفساد المالي التي تشهد تصاعداً في العالم والتي تؤثر بشكل كبير على وصول مرشّح للحكم على حساب آخر .

ثالثا: تكريس مفهوم العودة أو الإعتماد على السلطة الشعبية بشكل دوري ومستمر ، وهذا ما يتجلى بوضوح في الإستفتاءات والإنتخابات على أنواعها –الرئاسية والبلدية والتشريعية- التي تشهدها إيران بإستمرار،  وهذا يدل على أن صوت الشعب له الأولوية عند النظام السياسي الحاكم .

وتُعتبر هذه الأبعاد في التجربة الديمقراطية الإيرانية هي محط الكثير من السياسيين والمحللين والمراقبين في العالم ، رغم التضليل والتشويه الجاري للصورة الحقيقية لهذه الدولة التي أثبتت قدرتها في مدة زمنية قصيرة في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والعلمية والعسكرية وغيرها.

أما الإنتخابات الرئاسية لهذه الدورة فإنها ستكون هامة وحاسمة خصوصا بعد عودة الأصوليين بمرشّح قوي "براهيم رئيسي" وهذا ما زاد شدّة المنافسة بينه وبين الرئيس الحالي "روحاني" الذي يمثل التيار الإصلاحي .

المرصد الجزائري / هشام خروب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 17 مايو 2017 - 13:14 بتوقيت مكة