خاص الكوثر - الوعد الصادق 3
قال ضيف البرنامج : التحول الذي نراه اليوم ليس تحوّلًا شكليًا أو خطابًا إعلاميًا، بل هو تحول عملي واستراتيجي، لقد بدأ المستوطنون الصهاينة فعليًا بالبحث عن بدائل، عن "أوطان بديلة"، بل بالانسحاب النفسي والعقائدي من فكرة "الدولة الحلم".
وتابع : هذا الكيان الذي سُوِّق على أنه النموذج المثالي لـ"أرض الميعاد" يترنح اليوم تحت ضربات المقاومة، ويتشقق من الداخل بفعل تناقضاته الفكرية والسياسية. ولم يعد خافيًا على أحد أن بعض الخطابات الصهيونية باتت تمسّ حتى العقائد السماوية، كما في دعواتهم الأخيرة للمسيحيين بعبادة كل يهودي كأنه إله! هذه النظريات التلمودية لا تستطيع ان تبقى بالمنطقة.
اقرأ أيضاً
واضاف: اليوم، ولأول مرة، نشاهد مظاهرات داخل الكيان تعتذر من اطفال غزة ومن الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتستنجد بدول كُبرى في المنطقة، منها باكستان. أيُّ ضعفٍ أعمق من هذا؟ أيُّ اهتزازٍ في البنية النفسية والسياسية للكيان الصهيوني أكثر دلالة من هذه المشاهد؟
وقال ضيف البرنامج : حتى لو انتهت هذه الجولة من العدوان كما يخطط الصهاينة، فإننا أمام مرحلة جديدة، مرحلة انهيار الفكرة، واحتضار المشروع الصهيوني من الداخل، وإن العد العكسي لزوال الكيان الغاصب قد بدأ ، وإذا أرادت إسرائيل أن تبقى – وهذا مستبعد – فعليها أن تتخلى عن أوهامها، وأن تتحول إلى دولة عادية، منحنية، متواضعة، لا سيدة متغطرسة.
واكمل: أما الانتخابات المرتقبة، واحتمالات سقوط الكنيست وانهيار الحكومة، فهي ليست سوى مشاهد إضافية في مسلسل التفكك الكبير ، إسرائيل التي طالما رفعت شعار "من النيل إلى الفرات"، تتقلص اليوم إلى كيان يبحث عن الأمان في زوايا التاريخ المنسي.