وضع دولي متأزم.. وآخر إقليمي مضطرب.. ووضع داخلي منهار.. بين هذا وذاك يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى استغلال ما يمكن استغلاله لتحقيق إنجازات سياسية.. وهذه المرة على حساب سوريا وسيادتها وأراضيها.
فبعد تداعي حلمه بعودة الخلافة التركية وعدم تمكنه من اعلان نفسه بانه الخليفة العثماني الجديد، اذا به يذهب متسولاً الى الدول الخليج الفارسي والكيان الاسرائيلي يدفعه في ذلك وضعه الداخلي المنهار تماماً اقتصادياً وسياسياً، حيث انه في آخر الانتخابات البلدية قد فقد معظم المدن الكبرى بما فيها اسطنبول التي كانت السلّم الذي صعد منها الى السلطة ولذلك فهو يستغل كل شاردة وواردة لإيهام الناخب التركي بان تركيا هي لاعب اساسي في المنطقة وفي العالم.
وهناك تنسيق سياسي وإقتصادي.. علني أحياناً وخفي في أحيان كثيرة.. بين دولة اردوغان والكيان الصهيوني.. والمستهدف هو المنطقة وخارطة التحالف السياسية فيها وثرواتها وخيراتها مع تصاعد احتمالات خروج المحتل الأمريكي منها إلى غير رجعة.
لكن اللاعبين الأساسيين في المنطقة وفي القضية السورية بشكل خاص والذين اجتمعوا في إطار مؤتمر أستانة أعلنوا صراحة إنهم يرفضون المشاكسات التركية بل وصفوا هذه المشاكسات بأنها غير عقلانية وتزع تزعزعُ الاستقرارَ في المنطقة.. فهل سيجد هذا الرفض الإقليمي صداه في أنقرة وهل سيسهم الإتفاق الروسي الإيراني التركي على بذل المزيد من الجهود لضمانِ استقرارِ الوضع في منطقةِ خفضِ التصعيد بمحافظةِ إدلب السورية في وقف الهجوم التركي المحتمل على سورية.