رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (11) سليمان بن صرد الخزاعي (رض)

الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 - 08:10 بتوقيت مكة
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (11) سليمان بن صرد الخزاعي (رض)

اسلاميات-الكوثر: سليمان بن صُرَد بن جون الخُزاعي، صحابي من سادات العرب ووجهاء الشيعة في الكوفة وكان من الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام) وولديه الحسن والحسين (عليهما السلام). شارك في بعض المعارك التي خاضها الامام علي (ع) إبّان خلافته، وقاد ثورة التوابين المطالبين بثأر الإمام الحسين (ع) سنة 65 هـ في منطقة عين الوردة.

ولادته وصحبته

ولد سليمان بن صرد الخزاعي في مكة المكرمة، ولم تتحدث المصادر التي ترجمت له عن تاريخ ولادته شيئاً، وقد ورد أنه استشهد سنة 65 للهجرة عن عمر ناهز 93 عاماً، كان اسمه في الجاهلية يساراً، فسماه رسول الله (صلی الله عليه وآله) سليمان، ويكنى بأبي المُطرّف.

صفاته وخصائصه

أثنى على سليمان بن صرد الخزاعي كل من ترجم له من علماء الفريقين، ووصفوه بأنّه: كان خيّراً فاضلاً، له دين وعبادة، وكان له سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه.

مع أمير المؤمنين في حروبه

حضر سليمان مع أمير المؤمنين (ع) حروبه كلها، وكان أحد قادة جيشه في صفين، وقد قتل القائد في جيش معاوية (حوشباً ذا ظليم الألهاني) مبارزة.

يروي (نصر بن مزاحم) خبر هذه المبارزة فيقول: (ثم إنّ حوشباً ذا ظليم، وهو يومئذٍ سيد أهل اليمن، أقبل في جمعه وصاحب لوائه يقول:

نحن اليمانيون منا حوشبُ   ***   ذا ظليـمٍ أين منّا المــــهربُ

فينا الصفيحُ والقنا المعلّبُ   ***   والخيلُ أمثال الوشيجِ شُزَّبُ

إنَّ العراق حبــلها مذبذبُ   ***   إنَّ عليـــــــــاً فيــــكمُ محبّبُ

                    في قتلِ عثمان وكلٌّ مذنبُ

فخرج إليه سليمان بن صرّد الخزاعي وهو يقول:

يا لكَ يوماً كاسفاً عصبصبا   ***   يا لكَ يومــاً لا يواري كوكبا

يا أيها الحـيُّ الـــذي تذبذبا   ***   لسنا نخــــافُ ذا ظليمٍ حوشبا

لأنّ فينا بطـــــــــلاً مجرَّبا   ***   ابن بديـــــلٍ كالهزبرِ مغضبا

أمسى عليٌّ عنـــــدنا مُحبَّبا   ***   نفديـــــــهِ بـالأُمِّ ولا نبقي أبا

فطعنه وقتله

كما شهدت له صفين بطولات ومواقف أخرى دلت على صلابته وشجاعته يقول نصر: (بعد أن كُتبت صحيفة التحكيم في صفّين جاء سليمان بن صرد الخزاعي إلى أمير المؤمنين (ع) ووجهه مضروب بالسيف، فلمّا نظر إليه علي (ع) قال: (فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، فأنت ممن ينتظر وممن لم يبدل). فقال سليمان: (يا أمير المؤمنين، أما لو وَجَدتَ أعواناً ما كُتِبَتْ هذه الصحيفة أبداً، أما والله لقد مشيتَ في الناس ليعودوا إلى أمرهم الأول، فما وَجَدتَ أحداً عنده خير إلّا قليلاً)، وهذه الكلمة من أمير المؤمنين (ع) تشهد لسليمان بالإيمان المطلق الذي لا تشوبه شائبة والإخلاص المحض له (ع)، وقد كان سليمان موضع ثقته فولاه على اقليم الجبل (شرق العراق وغرب إيران) وجاء في كتابه (ع) إليه وهو بالجبل: (ذكرت ما صار في يديك من حقوق المسلمين، وإن من قِبَلِكَ وقِبَلِنا في الحق سواء، فأعلمني ما اجتمع عندك من ذلك، فأعط كل ذي حق حقه، وابعث إلينا بما سوى ذلك لنقسمه فيمن قِبَلِنا إن شاء الله).

استشهاده

استشهد سليمان بن صرد الخزاعي (رض) سنة (65 هـ / 685 م) عن (94) سنة، في معركة عين الوردة (شمال شرقي سوريا) قائدا لثورة الثوابين الذين قاتلوا جيش عبيد الله بن زياد، مطالبين بثأر الامام الحسين (ع).

إقرأ أيضا:رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (10) أبو سعيد الخُدري (رضوان الله عليه)

وصدق الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا) (الأحزاب:۲۳)

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 14 ديسمبر 2020 - 23:22 بتوقيت مكة