حياة الإمام علي الهادي عليه السلام

الثلاثاء 20 مارس 2018 - 16:03 بتوقيت مكة
حياة الإمام علي الهادي عليه السلام

ثقافة_الكوثر: قال الإمام الهادي (عليه السلام): من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين.

اسمه: علي.

ألقابه: الهادي، الناصح، المتوكل، التقي، الخالص، العسكري، الطيب.

كنيته: أبو الحسن.

والده: الإمام الجواد (عليه السلام).

والدته: السيدة سمانة المغربية.

ولادته: قيل أنه ولد في رجب سنة214هـ أو212هـ في منطقة بصريا وهي قرية أسسها الإمام الكاظم تابعة للمدينة المنورة.

عمره: 34 سنة.

زوجته: كان (عليه السلام) قد تزوج من امرأة واحدة لا غير وهي أم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

صفته: كان (عليه السلام) أسمرا معتدل القامة واسع العينين غليظ الكفين واسع الصدر جسيم البدن حسن الوجه.

معاصروه: عاصر الإمام الهادي من ملوك بني العباس بقية ملك المعتصم الذي أمر بسم الجواد (عليه السلام)، ثم عاصر الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمعتمد.

نائبه الخاص: عثمان بن سعيد.

هجرته: هاجر (عليه السلام) من المدينة إلى سامراء في العراق بأمر المتوكل العباسي.

استشهاده: توفي (عليه السلام) سنة254هـ على إثر تناوله طعاما مسموما بأمر المعتمد العباسي على ما نقله المفيد.

قبره: وله الآن صرح مجيد تعلوه القبة الذهبية السامية، يقع قبره الشريف في مدينة سامراء في العراق جنب قبر ابنه الحسن العسكري (عليه السلام).

نقش خاتمه: الله ربي وهو عصمتي من خلقه.

حرزه: يا عزيز العز في عزه ما أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك وايدني بنصرك وادفع عني همزات الشياطين وادفع عني بدفعك وامنع عني بمنعك واجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.

الهيبة والوقار في شخصية الإمام

إن من جملة ما يرثه المعصوم هو الوقار والهيبة التي تعكس عظمته وشموخه والفيوضات الروحية التي تنطلق من شخصيته فتحير كل من ينظر إليه، لأنها آثار الأنبياء والأوصياء والعظماء حيث أن النور والبهاء والجمال المعنوي وحسن الكلام وفصل الخطاب وعذوبة اللسان وفصاحة المنطق ورصيد الكمال المختزل فيه تجعل الآخرين يقفون بكل احترام له وهو الإمام المعصوم.

يقول محمد بن الحسن الأشتر العلوي:

كنت مع أبي على باب المتوكل العباسي في جمع من الناس، وبينما نحن كذلك إذ جاء أبو الحسن الهادي فوقف له الناس كلهم إجلالا وإكبارا حتى دخل القصر، فقال بعض الناس ممن يبغض الإمام ويحسده: لمن نترجل، لهذا الغلام؟ ما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا نترجل له إذا خرج.

فقال له أبو هاشم وهو من أصحاب الإمام الهادي: والله لتترجلن له صغارا وذلة.

وعندما خرج الإمام علت الأصوات بالتكبير والتهليل وقام الناس كلهم تعظيما للإمام.

فقال أبو هاشم للقوم: أليس زعمتم أنكم لا تترجلون له؟

فقالوا: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.

نعم إن الهيبة هي تملأ قلوب الناس إجلالا وتعظيما للإمام الهادي (عليه السلام) مع أن الإمام لم يكن يملك سلطانا أو مالا خطيرا وإنما ملك علوم الأنبياء وأسرار آل محمد (صلى الله عليه وآله) ولذلك نرى أن زيد بن الإمام الكاظم وهو شيخ كبير السن طاعن فيه كان يقف بكل احترام للإمام ويجلس أمامه بكل تواضع مع ان الإمام كان في صباه.

ولم يقتصر هذا الاحترام لشخص الإمام من أتباعه ومحبيه وأنما كان يحترمه جميع المسلمين وحتى بعض النصارى، وحتى ملوك بني العباس أنفسهم ووزراءهم وقوادهم وجميع قواعدهم السياسية والعسكرية.

وهذا إنما يدل على رصيد القداسة التي يملكها الإمام الهادي المتوارثة عنده من جده (صلى الله عليه وآله) وآبائه (عليهم السلام)، فإنه سليل الأسرة التي طهرها الله وأبعد عنها الرجس.

عصر الإمام الهادي (عليه السلام)

امتاز عصر الإمام الهادي بعدة خصائص منها:

1- تعدد الجنسيات: حيث أصبح الإسلامي متكونا من العرب والفرس والأتراك والمغاربة والروميين والأقباط و... وهذا ما يؤثر على اختلاف اللغة وشكل الملابس وطراز التعامل واختلاف الألوان والدماء ودخول عادات متباينة في الوسط الإسلامي، وإلى غيرها من أمور تنعكس سلبا وإيجابا.

2- توسع رقعة ونفوذ الأتراك: حتى أصبح تعيين الملك العباسي وخلعه بأيديهم.

3- انغماس ملوك بني العباس باللهو والغناء وبناء القصور: مما يعني عدم وجود نظام اقتصادي، بل كانت الأموال التي تبذل على البناء والليالي الحمراء على حساب فقر الجماهير، فالطبقية كانت واضحة في ظل الحكم العباسي.

4- استمرار الثورات: وذلك من العلويين في مختلف البلاد، ومن غير العلويين ممن نقم على بني العباس بسبب سياستهم القذرة.

5- ظهور وشيوع الأفكار الهدامة في الأوساط الإسلامية: وكانت السياسة من ورائها مثل الفلسفة اليونانية الملحدة، والأفكار الجبرية التي تقول أن الإنسان مسير ومجبور في أفعاله، والقول بأن القرآن الكريم قديم بقدم الله تعالى أزلي مع أزلية الله تعالى.

6- الفسق: الذي تمثل في انتشار ظاهرة الفرق الغنائية والانحلال الأخلاقي والتفسخ الماجن وتأليف الكتب الماجنة وانتشار قصص الفاسدين والمضحكين.

7- كبت المؤمنين: الخناق الضيق الذي فرضته سياسة العباسيين على أهل البيت (عليهم السلام) ومطاردة أتباعهم وسجن كبار الشيعة وسمهم أو إبعادهم وتهجيرهم اضطر الإمام الهادي أن يجعل لنفسه وكلاء في البلاد، وطلب من الشيعة أن تتصل بالوكلاء وهو يتصل بهم عبر المراسلة أو اللقاءات النادرة.

8- التنافس على السلطة بين العباسيين: وأخيرا التنافس المقيت بين رجال بني العباس على السلطة، حيث المؤامرات والخيانات والاغتيالات والاغراءات، وهذا مما قوى الصراع الداخلي وأضعف الدولة من الخارج، وهذا ما حصل شيئا فشيئا حتى سقطت الدولة العباسية فيما بعد.

أهم أعمال الإمام الهادي (عليه السلام)

وفي مثل هذه الأجواء والمراحل الصعبة لم يجلس إمامنا الهادي مكتوف اليدين بل خاض الجهاد ومعترك الحياة وعمل بأساليب هادئة وطرق رائعة على حفظ الشريعة الإسلامية الحقة وتوسيع رقعة الشيعة وحملة آثار آل محمد (صلى الله عليه وآله) العاملين بهذه الشريعة.

 

 

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 20 مارس 2018 - 16:03 بتوقيت مكة
المزيد