خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ ميرزائي: إنها حرب من نوع جديد، تقوم على إدارة المعلومات والتغلغل داخل المجتمعات. وهذه ليست مجرد منشورات، بل أدوات متقنة من أدوات الحروب الحديثة، يستخدم فيها الكيان الصهيوني الاختراق، والتجسس، والقرصنة، والتضليل النفسي والإعلامي، ضمن ما يمكن وصفه بالإدارة "القذرة" للواقع الافتراضي والمجتمع الرقمي.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ ميرزائي: الوحدة 8200 كما أشار بعض الخبراء، ليست فقط مختصة في جمع المعلومات، بل في استخدامها كسلاح لتوجيه المجتمعات وتفكيكها، وبث الفتنة والشكوك، والتحريض على الفوضى من الداخل، ولا يقتصر هذا السلوك على محيط الكيان فقط. حتى الولايات المتحدة، الحليف التاريخي لتل أبيب، لم تسلم من هذه الأدوات. إذ هناك تقارير عن قائمة سوداء في أمريكا تضم أسماء من الصف الأول في الإدارة، مثل دونالد ترامب نفسه، ويُقال إن ملفاتهم بيد الموساد، تُستخدم للضغط عليهم وتمرير مشاريع تصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
وتابع الاستاذ الحوزوي: فإذا كانت "إسرائيل" لا ترحم حليفتها الأقرب، فكيف سيكون تعاملها مع دول مثل مصر أو الأردن؟ إن من يظن أن هناك تحالفًا حقيقيًا بين الكيان الصهيوني وهذه الدول، مخطئ في تحليله. فالتعامل القائم ليس تحالفًا، بل علاقة مصلحية بحتة لا تخضع لقيم الوفاء أو الاحترام، وإذا نظرنا إلى المجتمع الأردني، نجد أنه مجتمع شريف، عربي، مسلم، ومتابع لحركات المقاومة، ولذلك يسعى الكيان الصهيوني للتأثير عليه، بل والتحكم في مساراته، من خلال التلاعب الإعلامي والمعلوماتي، ومحاولة هندسة وعيه وسلوكه بما يخدم مصالحها.